لمحة عن الابريز لسيدي عبد العزيز الدبا
بعد ان التقى مؤلف الكتاب الفقيه أحمد بن المبارك السجلماسي بالعارف بالله سيدي عبد العزيز الدباغ فيقول في مقدمته:
فشاهدت من علومه ومعارفه وشمائله ولطائفه ما غمرني وبهرني، وقادني بكليتي وأسرني.
وسمعت منه في جانب سيد الوجود وعلم الشهود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم من المعرفة بقدره العظيم، وجاهه الكريم، ما لم يطرق سمعي منذ نشأت من إنسان، ولا رأيته مسطورا في ديوان، وسترى بعضه إن شاء الله تعالى أثناء الكتاب، وأعرف الناس به أولاهم به يوم الحساب. وكذا سمعت منه من المعرفة بالله تعالى وعليّ صفاته وعظيم أسمائه ما لا يكيف ولا يطاق، ولا يدرك إلا بعطية الملك الخلاق.
وكذا سمعت منه من المعرفة بأنبياء الله تعالى ورسله الكرام عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ما تخصه به كأنه كان مع كل نبي في زمانه، ومن أهل عصره وأوانه؛ وكذا سمعت منه من المعرفة بالملائكة الكرام، واختلاف أجناسهم وتفاوت مراتبهم العظام، ما كنت أحسب أن البشر لا يبلغون إلى علم ذلك، ولا يتخطون إلى ما هنالك.
وكذا سمعت منه من المعرفة بالكتب السماوية والشرائع النبوية السالفة الأعصار المتقادمة الليل والنهار ما تقطع وتجزم إذا سمعته بأنه سيد العارفين وإمام أولياء أهل زمانه أجمعين، وكذا سمعت منه من المعرفة باليوم الآخر وجميع ما فيه من حشر ونشر وصراط وميزان ونعيم باهر ما تعرف إذا سمعته أنه يتكلم عن شهود وعيان، ويخبر عن تحقيق وعرفان، فأيقنت حينئذ بولايته العظمى، وانتسبت لجنابه الأحمى، وقلت:
{الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}.
فإن كل مؤمن إنما تكون طلبته معرفة الأمور السابقة وبذلك تكون صفقته رابحة ونافقة، وقد سأل سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان فقال: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللهِ".
فمن كان أعرف الناس بهذه الأمور كان أحسنهم إيمانا وأكملهم عرفانا، فهذه -وفقك الله- هي المحجة البيضاء، والطريقة التي فجرها أضاء، وكان اجتماعي به -ولله الحمد- في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف فبقيت في عشرته وتحت لواء محبته أسمع من معارفه التي لا تعد ولا تحصى، ولم يجر الله تعالى على يدي تقييد شيء من كلامه، بل كنت أسمعه وأعقله وأذكره لبعض أحبابي وخاصة أصحابي، فكل من سمعه يتعجب منه ويقول: ما سمعنا مثل هذه المعارف، ويزيدهم تعجبا كون صاحبها رضي الله عنه أميا لم يتعاط العلم، ومن الذين أعرضوا عنه في الظاهر غاية الإعراض وكل من سمع منهم شيئا يبقى متلذذا به اليوم واليومين والجمعة والجمعتين، وإذا لقيتهم ولقوني سألوني هل سمعت شيئا من تلك المعارف والفوائد اللطائف؟ فأذكر لهم ما تيسر، فيزيدهم ذلك حبا وتعجبا، ولولا خشية الملل لسميت هؤلاء الذين كانوا يسمعون مني كلامه ويتلذذون به فإن من عرفهم بأسمائهم علم مكانة شيخنا رضي الله عنه لشهرتهم في الناس بالولاية والتعظيم والتوقير إلى النهاية مع كثرة مخالطتهم للصالحين والأولياء العارفين وطول معاشرتهم لهم المعاشرة التامة بالقلب والحب واللب، حتى علموا بذلك أسرار الولاية وأوصاف المحبين وسمات العارفين، ومناقب الصادقين وأحوال الهادين المهتدين، هذا مع كونهم من أكابر العلماء وفحول الفقهاء، وحين سمعوا مني بعض كلام شيخنا رضي الله عنه أمروني بالدوام على محبته، وقالوا: هذا والله الولي الكامل والعارف الواصل.
وبالجملة فما سمع أحد كلامه إلا ويبادر إليه بالقبول التام، وستقف على ذلك بما تراه أثناء الكتاب إن شاء الله تعالى بمنه وكرمه.
(ولما كان رجب) سنة تسع وعشرين ومائة وألف ألهمني تبارك وتعالى وله الحمد والشكر تقييد بعض فوائده لتعم به الفائدة وتتم به العائدة فجمعت بعض ما سمعته في شهر رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة، وإذا هو يقرب من خمسة عشر كراسا فعلمت أني لو قيدت ما سمعت منه في السنين الأربع الماضية لكان أزيد من مائتي كراس، وآفة العلم عدم التقييد.
واعلم وفقك الله أن جميع ما قيدت إنما هو قطرات من بحر زخار لا قعر له ولا ساحل، تلاطمت أمواجه فتطايرت علينا منها قطرات نفعنا الله بها، فتلك القطرات هي التي لو قيدتها لزادت على مائتي كراس.
وأما العلوم التي في صدر الشيخ رضي الله عنه فلا يحصيها إلا ربه تعالى الذي خصه بها، والله تعالى يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويسعدنا بحسن قضاه.
فشاهدت من علومه ومعارفه وشمائله ولطائفه ما غمرني وبهرني، وقادني بكليتي وأسرني.
وسمعت منه في جانب سيد الوجود وعلم الشهود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم من المعرفة بقدره العظيم، وجاهه الكريم، ما لم يطرق سمعي منذ نشأت من إنسان، ولا رأيته مسطورا في ديوان، وسترى بعضه إن شاء الله تعالى أثناء الكتاب، وأعرف الناس به أولاهم به يوم الحساب. وكذا سمعت منه من المعرفة بالله تعالى وعليّ صفاته وعظيم أسمائه ما لا يكيف ولا يطاق، ولا يدرك إلا بعطية الملك الخلاق.
وكذا سمعت منه من المعرفة بأنبياء الله تعالى ورسله الكرام عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ما تخصه به كأنه كان مع كل نبي في زمانه، ومن أهل عصره وأوانه؛ وكذا سمعت منه من المعرفة بالملائكة الكرام، واختلاف أجناسهم وتفاوت مراتبهم العظام، ما كنت أحسب أن البشر لا يبلغون إلى علم ذلك، ولا يتخطون إلى ما هنالك.
وكذا سمعت منه من المعرفة بالكتب السماوية والشرائع النبوية السالفة الأعصار المتقادمة الليل والنهار ما تقطع وتجزم إذا سمعته بأنه سيد العارفين وإمام أولياء أهل زمانه أجمعين، وكذا سمعت منه من المعرفة باليوم الآخر وجميع ما فيه من حشر ونشر وصراط وميزان ونعيم باهر ما تعرف إذا سمعته أنه يتكلم عن شهود وعيان، ويخبر عن تحقيق وعرفان، فأيقنت حينئذ بولايته العظمى، وانتسبت لجنابه الأحمى، وقلت:
{الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}.
فإن كل مؤمن إنما تكون طلبته معرفة الأمور السابقة وبذلك تكون صفقته رابحة ونافقة، وقد سأل سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان فقال: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللهِ".
فمن كان أعرف الناس بهذه الأمور كان أحسنهم إيمانا وأكملهم عرفانا، فهذه -وفقك الله- هي المحجة البيضاء، والطريقة التي فجرها أضاء، وكان اجتماعي به -ولله الحمد- في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف فبقيت في عشرته وتحت لواء محبته أسمع من معارفه التي لا تعد ولا تحصى، ولم يجر الله تعالى على يدي تقييد شيء من كلامه، بل كنت أسمعه وأعقله وأذكره لبعض أحبابي وخاصة أصحابي، فكل من سمعه يتعجب منه ويقول: ما سمعنا مثل هذه المعارف، ويزيدهم تعجبا كون صاحبها رضي الله عنه أميا لم يتعاط العلم، ومن الذين أعرضوا عنه في الظاهر غاية الإعراض وكل من سمع منهم شيئا يبقى متلذذا به اليوم واليومين والجمعة والجمعتين، وإذا لقيتهم ولقوني سألوني هل سمعت شيئا من تلك المعارف والفوائد اللطائف؟ فأذكر لهم ما تيسر، فيزيدهم ذلك حبا وتعجبا، ولولا خشية الملل لسميت هؤلاء الذين كانوا يسمعون مني كلامه ويتلذذون به فإن من عرفهم بأسمائهم علم مكانة شيخنا رضي الله عنه لشهرتهم في الناس بالولاية والتعظيم والتوقير إلى النهاية مع كثرة مخالطتهم للصالحين والأولياء العارفين وطول معاشرتهم لهم المعاشرة التامة بالقلب والحب واللب، حتى علموا بذلك أسرار الولاية وأوصاف المحبين وسمات العارفين، ومناقب الصادقين وأحوال الهادين المهتدين، هذا مع كونهم من أكابر العلماء وفحول الفقهاء، وحين سمعوا مني بعض كلام شيخنا رضي الله عنه أمروني بالدوام على محبته، وقالوا: هذا والله الولي الكامل والعارف الواصل.
وبالجملة فما سمع أحد كلامه إلا ويبادر إليه بالقبول التام، وستقف على ذلك بما تراه أثناء الكتاب إن شاء الله تعالى بمنه وكرمه.
(ولما كان رجب) سنة تسع وعشرين ومائة وألف ألهمني تبارك وتعالى وله الحمد والشكر تقييد بعض فوائده لتعم به الفائدة وتتم به العائدة فجمعت بعض ما سمعته في شهر رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة، وإذا هو يقرب من خمسة عشر كراسا فعلمت أني لو قيدت ما سمعت منه في السنين الأربع الماضية لكان أزيد من مائتي كراس، وآفة العلم عدم التقييد.
واعلم وفقك الله أن جميع ما قيدت إنما هو قطرات من بحر زخار لا قعر له ولا ساحل، تلاطمت أمواجه فتطايرت علينا منها قطرات نفعنا الله بها، فتلك القطرات هي التي لو قيدتها لزادت على مائتي كراس.
وأما العلوم التي في صدر الشيخ رضي الله عنه فلا يحصيها إلا ربه تعالى الذي خصه بها، والله تعالى يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويسعدنا بحسن قضاه.
المزيد